لا أدري من أين أبدأ قصةَ البداية
لاأتذكر من أين كانت البداية
ولكني أتذكر حينما إنتزعتُ من رقبتِها القِلادة
ونظرتُ في عينيها فرأيت فيهما الأيام التي مَضَتْ بتاريخٍ عشوائي وسنينَ قطنية مثل حشوةِ الوسادة
فنوفمبر كان يأتي قبل مارس
والخامس من الشهر كان يلي الثالث والعشرين مباشرة
وكانت السنة تسعة عشر شهراً
كنت أنتظرُ تاريخ البداية
ولكنه لم يأتي
لعله كان في الثامن والسبعين من شهر جمادى
لعله لم يكن تاريخا زمنياً
أو لعله كان تاريخا ظرفيا تحكمه العادات بدلا من العدادات
وكنت أخشى أن تاريخ البداية يرجع الى الوراء الى ماقبل الولادة
الى ماقبل تاريخ الدبكة الكردية
أو قبل الأحرف المسمارية
أو الى العصر الجوراسي, عصر الديناصورات والوحوش البرية
حيث لاوجود لمزهريتي المرمرية
وأوانيها الفخارية
أرشدوني أين أجد لهذا الزمن عصا للقيادة
زمن للشر فيه الريادة
زمن ليس للمنطق فيه وجود, ناهيك عن السيادة
اتركوني وشأني أنظر, انتظر أو أندثر
لحين أن يظهر الحق والحب والنور
حينما يمتهن ممتهن القتل الحدادة
وتغد العادة السائدة في المجتمعات هي العبادة
ويقول العراقي بلهجته الجميلة "حبيبي عيني أغاتي, وين السجادة؟"